بعض دروس تربوية من قصة يوسف في القرآن الكريم
Abstract
جاء القرآن الكريم داعيًا إلى الهداية والرشاد بأساليب شتى منها أسلوب القصص الذي هو أقرب الوسائل التربوية إلى فطرة الإنسان وأكثر العوامل تأثيرا فيه، و من بين هذه القصص قصة يوسف عليه السلام التي تعتبر من أحسن القصص لما تضمنته هذه القصة من العبر والحكم وما اشتملت عليه من التوحيد والفقه والسّعر وتعبير الرؤيا والسياسة والمعاشرة وتدبير المعاش وجميل الفؤاد التي تصلح للدين والدنيا. فالغاية الأولى من قصص القرآن الكريم هي تأملها وأخذ العبرة منها وتصحيح العقائد والأخلاق، حتى ينصلح الفرد والمجتمع.
و استنتجت الباحث من الدروس التربوية أن الشخص إذا رأى في منامه ما يحب أن يحدث ، و إذا رأى ما يكره فلا يتحدث به ، و ليتعوذ بالله من الشيطان الرجيم من شرها و ليتفل ثلاثا ، و ليتحول عن جنبه الآخر فإنها لا تضره ، ومن الأدب مع الوالدين بعدم مناداتهما بأسمائهما ، و مناداة الوالدين للأولاد بأحسن الأسماء ، و أهمية تنمية العلاقة الوثيقة بين الوالدين و أبنائهم في نفوس الأطفال ، والحرص على عدم حدوث أي أمر يؤثر على السكينة و الطمأنينة بين الأولاد بمعاملة الوالدين بالعدل والمساواة بين الأبناء .
ينبغي البعد عن أسباب الشر و كتمان ما تخشى مضرته ، فيجوز أن يحذر المسلم غيره من أشخاص على نية النصيحة حين يعتقد فيه إرادة الشر و إيقاعه ، و ذلك لا على وجه الغيبة و النميمة ، وعند نصيحة الأبناء يفضل الجمع بين النهي و التعليل و التوجيه ، و بيان أن بعض الألعاب حلال كالسباق و الرماية .
الدعوة واجبة في كل الأحوال و لو كان في السجن ، ويجب التنوع في أساليب الدعوة و اختيار المناسب لكل حال ، كما أن تفسير الرؤيا بمثابة فتوى فلا يجوز لمن لا علم له أن يفتي فيها ، و أن الشخص اذا أحس بالقدرة و الكفاءة لتولي منصب أو مهمة ما يجوز أن يقدم نفسه لتلك المنصب بدلا أن يأخذها شخص غير مستحق له